بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الخال/مصطفى المأمون :
ذاك دفء الحياة في العشيرة .......{وسمعت هديل القمري .. ونظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمة في فناء دارنا. فعلمت ان الحياة لا تزال بخير.. انظر إلى جزعها القوي المعتدل..والى عروقها الضاربة في الأرض والى الجريد الأخضر المنهدل فوق هامتها فأحس بالطمأنينة. أحس إنني لست ريشة في مهب الريح ولكني مثل تلك النخلة مخلوق له أصل له جذور له هدف } هذه المقتطفات من موسم الهجرة للطيب صالح. وجدتها فعلا تعبر عن إحساسي وشعوري عندما دلفت إلى هذا الموقع{العبابسة ملتقى الأحبة}
تذكرت أيام بعيدة.. رمال محطة ندي.. هل كانت دافئة والليل بارد أم كانت باردة والليل حار يومها ؟ اقل ما أقوله عنها كانت نظيفة بيضاء وكن في انتظار الاكسبريس ـ مصطفى المأمون يمسك بيده فانوس وبالأخرى مفاتيح دكانهم القريب ــ لا انسى كيف عاملنا وشقيقي أزرق (سهام الدين) كأننا من الكبار رغم أننا كنا نرتدي ايامها (الاردية ) دلاله على صغر السن. جلوسنا في الديوان في الخلوات مع جدنا الله يرحمه (المامون) لا انسى أبدا كباية شاي اللبن (الاصح لبن الشاي ) التي قدمها لنا مصطفى..لم انسى لا الشاي ولا طريقة التقديم ــ الله ــالله ــ العشيرة ــ الاهل ــ الاحباء.
غطى وهج ضوء الاكسبريس على نور الفانوس وامسك الجد الخليفة الشيخ ـ يرحمه الله ـ بيدي بقوة ونحن نصعد الى ممشى (النوم) في القطار الذي تمهل فقط ولم يقف ابدا ولا انسى ــ بل هو موقف نحت في ذاكرتي ــ رد الجد الخليفة الشيخ يرحمه الله على اعتراض مفتش القطار والذي كان برفقته شرطي على صعودنا للقطار {هذه ام الخليفة محمد ادريس وهذه اخته باولادها} والغريب ان المفتش سلم عليهم وعلق فقط {نازلين الكربة طبعا !} ولأغرب انه لم يسأل جدي وانت منو ؟
شاهدت في مكتبة في ديوان جدي الخليفة الشيخ ــ يرحمه الله ــ في الدروشاب مجلات العربي وصباح الخير وروز اليوسف والمصور ودهشت فيما بعد عندما علمت انها تخصه .
كلمة العبابسة سمعتها كثيرا من العميد الخال عبد الرحمن تاج الدين ــ يرحمه الله ــ لذلك اوجعني غيابه لأنه عكف ــ يرحمه الله ــ طوال حياته يبحث عن مثل هذا الرابط .
واخيرا اقول والاصلو في الجوف مندفن لا بتتمحي ولا بتتنسي ..............
وفقكم الله
عصـــــــــــــام الشريف