بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقبل العام2008 يحمل في طياته إنتخابات الرئاسة الأمريكية.لا زال الصراع داخل الحزبين محتدما بين المتنافسين لنيل بطاقة الترشيح إلا أن الإنتخابات تبدو مختلفة هذه المرة.في الخمسين عاما الماضية كان الصراع داخل أي الحزبين محسوماعلي من سيكون مرشح كل حزب.أما هذه المره فإن إعلان كل حزب لمرشحه سوف يكون رهين اللحظات الأخيره.وجه آخر لإختلاف هذه الإنتخابات عن سابقاتها أن المنافسة داخل الحزب الديمقراطي بين إمرأه و أسود(African American).
لعل ما يعنينا كمسلمين أولا و كسودانيين ثانيا هو من سيكون مرشح الحزب الديمقراطي خاصة وأن التكهنات تشير الي فوز الديمقراطيين بغض النظر عمن سيكون مرشحهم.مرد هذه التكهنات هو فوز الديقراطيين بأغلبية كاسحة في إنتخابات مجلسي الشيوخ و الكونجرس.أيضا وعود المترشحين الديموقراط بإنهاء احتلال العراق وسحب الجنود فى خلال فترة لا تزيد عن العام.و هذا ما يهم الناخب الأمريكي الآن فالحرب في العراق قد انهكت الإقتصاد الأمريكي وأدخلته الآن في فترة ركود وتراجع مستمر للدولار.
في حالة فوز الديموقراط فإن السياسة الخارجية ستختلف كثيرا عما إذا إستمرت السيطرة الجمهوريه فقد أعلن مرشحوهم عن ميلهم إلي الحل الديبلوماسي بديلا للخيارالعسكري.كلا المرشحين من الحزب الديقراطي رفضاالخيار العسكري في التعامل مع برنامج إيران النووي وأبديا اسعدادهما التام للتفاوض مع الحكومة الإيرانية مباشرة علي عكس مرشحي الجمهوريين الذين رفضوا حتي القبول بالتقريرالأخير لوكالة الإستخبارات الأمريكيةالذي يفيد بأن إيران توقفت عن تطوير مشروعها النووي منذ سنوات.
بالنسبة للسودان فإن الديقراطيين أيضا يدعون الي إرسال قوات دولية لحفظ
السلام مع انفاذ حصار إقتصادي أكثر صرامة يتضمن إشتراك الصين في المنظومة
المقاطعةللسودان الآن.علي العكس نجد أن الجمهوريين يؤيدون خيار التدخل العسكري في السودان يدفعهم إلي ذلك الإعلام ومن وراءه الكنائس.لا يمر يوم الآن في الولايات المتحدة إلا وهنالك خبر من منظمة إنقاذ دارفور(تعبنا نحنا من كل الأفكار الإنقاذية).هناك أيضا أفلام وثائقية عما يحدث في دارفور
تبث إسبوعيا.أهم عامل يحرك دوافع الجمهوريين في الإتجاه هو شركات البترول
الأمريكية التي لها أن تري كعكة البترول السوداني توزع دون أن يكون لهم نصيب فيها.البترول دوما كان الدافع الأساسي وراء ضغط الإدارة الأمريكية علي
الحركة الشعبية قبل حكومة السودان للتوقيع علي إتفاقية نيفاشا.ذات البترول كان الدافع لغزو العراق وأفغانستان(عليكم بمشاهدة فيلم سبتمبر
11 ).تأثير شركات البترول علي الجمهوريين دائما أقوي لأنها الممول الرئيسي لحملاتهم الإنتخابية سواء كانت لمجلسى الشيوخ والكونجرس أو للرئاسة.الجمهوريين أيضا أكثر إلتزاما من الديقراط في النواحي الدينية
ولعل السبب الأساسي بدل تأخر بوش في الإنتخابات السابقة فوزاهو حديث المنافس عن الإجهاض اعاد الإعلام الجمهوري قبيل ساعات من إنتهاء الإقتراع
وفيه أعلن المترشح أنه لا يستطيع معارضة الإجهاض إذا كان الدستور الأمريكي
يكفل ذلك الحق مشيرا بذلك إلي وجوب تعديل الدستور من غير تصريح مما كلفه
خسارة ولاية أوهايو التي هي معقل الحركة النقابية.هذة الخسارة قلبت الموازين لصالح بوش.بقي أن نشير إلي أن من الأربعة الذين هم في مقدمة السباق داخل الحزب الجمهوري ثلاثة قد خدموا كقساوسة.
داخل الحزب الديمقراطي إنحصر الصراع تقريبا بين هيلاري كلنتون و براك
أوباما.الإثنان يحظيان باهتمام الناخب لأنهما يدعوان التغيير.غير أن
أوباما تفوق علي كلنتون عندما بدأ التغيير منذ اللحظة الآولي حيث اعتمد علي التبرعات التي في غالبها لا تتجاوز المائة دولار تأتي من المواطنين رافضاأموال الشركات الكبري.و المثير للإهتمام أنه نجح إلي الآن في جمع تمويل كافي لحملته الإنتخابية.
يعيب المنافسين علي أوباما قلة خبرته في العمل السياسي غير أنه يرد بأن
السياسه الناجحه تعتمد علي الحكم الصحيح علي المشكل ومن ثم إتخاذ القرار السليم لحل المشكل وأن ذلك يتطلب إلي جانب الخبرة سعة الأفق و الإنفتاح علي العالم وهو ما يتوفر له دون غيره من المتنافسين باعتبار أصوله الكينيه(والده من كينيا).كما نشأ ودرس خارج الولايات المتحدة و
تخصص في العلاقات الدولية.كل ذلك يتيح قدره أكبر علي والتعامل مع العالم
الخارجي.
إذا بالنسبةلنا يبدو أوباما أفضل الخيارات لأنه سيكون الأقل تأثرا بضغط اللوبي الصهيوني و شركات البترول في سياسته حال فوزه.أتمنى أن يعي مسلمي
أميريكا ذلك وأن يقبلوا علي التصويت له. إن صوت أكثر من 8 ملايين أمريكي
مسلم ستحدث فرقا كبيرا إذا أخذنا أن إنتخابات العام 2000 قد حسمت لصالح
بوش بفارق 500 صوت فقط
موضوع: 2008 و الإنتخابات الأمريكيه 
الثلاثاء يناير 01, 2008 8:56 pm
