قـــــــــــــديــــــــــم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قـــــــــــــديــــــــــم

مــــــــــــــــلــــــتــــقــــى الأحــــــــــــــبـــــــــــــــــة القــــــــــديــــم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفكي مكي
مشرف
مشرف
الفكي مكي


عدد الرسائل : 243
تاريخ التسجيل : 10/12/2007

د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن Empty
مُساهمةموضوع: د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن   د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن Icon_minitimeالخميس يناير 24, 2008 12:16 pm

في ندوة عن كتاب (لهجة جوبا العربية) :
د.بول دينق : فترة المهدية شهدت إنحسار للغة العربية بالجنوب
شهدت قاعة د.محمد عبدالحي بمتحف التاريخ الطبيعي في الحادية عشر من نهار الاربعاء المنصرم ندوة حول كتاب (لهجة جوبا العامية) للدكتور بول دينق شول والتي أقامها إتحاد الكتاب السودانيين بالتعاون مع مركز اللغات والترجمة بجامعة جوبا ،تحدث فيها البروفيسر يوسف الخليفة ود.كمال جاه الله و مؤلف الكتاب د. بول دينق ،وأدار الندوة البروفيسر محمد الأمين أبو منقة ..
رصد :عادل ابراهيم
إستهل الندوة البروفيسر أبو منقة بالتعريف بدكتور بول المولود بمنطقة التونجا 1956م فذكر بأنه درس مراحلة التعليمية الاولى بجنوب كردفان ومن ثم تخصص في اللغة العربية " بكالريوس لغة عربية " من جامعة جوبا،وماجستير من جامعة أم درمان الاسلامية ودكتوراه من جامعة جوبا في اللغة العربية،وأشار لأن هذا الكتاب يعد مرجعاً في لغة جوبا العربية ،وتحدث د.بول دينق بداية عن دخول اللغة العربية لجنوب السودان ،وذكر بأنه وفقاً لاحصاء 1956م فإن عدد اللغات في جنوب السودان تفوق الـ(50) لغة ،وأضاف بأن العربية دخلت للجنوب في العهد التركي المصري بصورة تلقائية وبدون تخطيط لغوي عبر عدد من الوسائط كالتجار الشماليين والشوام والمصريين وجنود الحكم التركي ،وأضاف بأن فترة المهدية شهدت إنحسار ملحوظ للغة العربية بالجنوب نسبة لأن الدولة المهدية عمدت لتفكيك المؤسسات الت ساعدت على نشر العربية بالجنوب ،أما بالعهد الانجليزي المصري فإن السياسات التى كانت ترمي لفصل الجنوب عن الشمال لم تكن تساعد على إنتشار العربية بإعتبار أنها وضعت التعليم في يد الجمعيات التبشيرية وحاربت الاسلام واللغة العربية ومظاهرها بالجنوب إضافة للإجراءت القوية بقصد منع الإلتقاء مابين الشمال والجنوب ومنها عقد موتمر الرجاف اللغوي الذي كان الغرض منه إختيار لغات محلية تحل مكان العربية وقد أوصى المؤتمر بإختيار ستة لغات ،وأضاف د.بول بأن ضغط الحركة الوطنية قد أدى لمجيء سيلسة جديدة لادخال العربية في مدارس الجنوب وضعت خطط لذلك على يد أول وزير معارف سوداني عبدالرحمن على طه وتوقف العمل بقيام تمرد 1955م ..
عرَّف د.بول لغة جوبا العربية بأنها تتكون من جملة من الاصوات الساكنة والمتحركة وعند إجراء مقارنات وجد بأنها تطابق العربية الفصحى في بعض المخارج والاصوات وتختلف معها في بعض آخر،وأضاف بأنها تأثرت بأصوات لغة الباريا ،وكلك الحال من ناحية البناء الصرفي ،فيما لاحظ عدم إلتزام هذه اللغة بالإعراب وأداةالتعريف (ال) ومن ناحية الدلالة قد إستفادت من الكلمات العربية العامية والتركية والنوبية اليوغندية ،وختم د.بول حديثة بالقول بأنه يرى مستقبل اللغةالعربية بالجنوب قد يتأثر إذا أنقطع التواصل الشعبي العفوي أما إذا تركت الامور كما كانت عليه قبل 1989م فإنها ستتقدم خطوات أخرى ..
كتاب قيِّـم
من جانبه أشار بروفيسر يوسف الخليفة الى أن الكتاب قد توسع في مجالات الغة النحوية واللغوية والصرفية ،وأبان بأن لغة جوبا تطلق على اللهجة المتحدث بها في جنوب السودان ولا لهجة سكان مدينة جوبا ،وأضاف بأنها لهجة تختلف في قواعدها النحوية ودلالاتها من منطقة لأخرى كلهجة الزاندي التي لاتحتوي على حرف (اللام) ،وأشاد بروفيسر الخليفة بقدمة الكتاب ذات المعلومات الثرة عن تاريخ جنوب السودان ،وأشار الى أن الدرسات الحديثة عن لغات الجنوب يمكن الوثوق بها أكثر من دراسات المبشرين السابقة لاسيمافيما يتعلق بالأنظمة الصوتية ،وتطرق لأهمية وجود إحصائية عن عدد القبائل واللغات بجنوب السودان لأنه لم يتم حتى الآن تحديد عدد هذه القبائل أواللغات ومثَّـل بالباري فهم قبيلة ولغة وبذات الوقت قبيلة (الكاكوا) تتحدث بلغة الباري،وإنتقد عدم وجود دراسات في النظام الصرفي والصوتي والنحوي والصرفي للعامية السودانية ماعد النذر اليسير في بعض الجوانب.وتركز تعقيب د.كمال جاه الله على الجانب المظلم من الكتاب فيمناحي التوثيق والاخطاء الاملائية والتى لم ينج نفسه منها في الفرق نابين (إمعان) و(إنعام) ،بجانب عدم إتباع نظام الكتابة الصوتية الدولية .
نقاشات وتعقيبات
إعتبر د.عثمان سراج الدين أن د.كمال جاه الله قد إمتحن الكتاب ولم يناقشه ،فيما أبان الاستاذ شمس الدين ضو البيت أن إنتشار العربية بالجنوب شبيه بإنتشار السلام في السودان صلحاً لا فتحاً وتسائل عن سياسات نشر العربية بالجنوب في مقابل إدارة التنوع الثقافي فيما أشار د.أحمد الصادق الى خطورة وصف لغة التواصل بالجنوب باللهجة والأصوب وصفها بأنها لغة هجين ..

أخبار مرتبطة:
حول ندوة كتاب: لهجة جوبا العربية (اللغة الهجين) لمؤلفه الدكتور بول دينق شول -بقلم الصادق عبد الله حامد*























[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفكي مكي
مشرف
مشرف
الفكي مكي


عدد الرسائل : 243
تاريخ التسجيل : 10/12/2007

د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن   د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن Icon_minitimeالخميس يناير 24, 2008 12:37 pm

قراءة لفكر ابن خلدون في التاريخ المعاصر:

لماذا التفكير المعاصر في ابن خلدون:
مقاربة في العصبية وبناء الأقليات في الوطن العربي (1)
د. عثمان سراج الدين فتح الرحمن
E.M : Osmansiraj @ hotmial. com
على الرغم من مرور العديد من القرون على ابن خلدون إلا أننا نجد أن الفكر الخلدوني في نظر دارسي علم الاجتماع العرب المعاصرين لا يزال مكبل القيد فالناظر على المنتوج حول ابن خلدون جعل من الرجل ظلاً للسوسيولوجيا الغربية مع بداية دعوة كونت لعلم الاجتماع (Sociology) وهذا يتبدى في الآتي:
أ-جدلية الإثبات والنفي التي دأب عليها دارسو علم الاجتماع في الوطن العربي وأصبحت سمة متكررة تدرس لطلاب علم الاجتماع، هذه الجدلية تتجه في محاولة إثبات أن علم الاجتماع تأسس على يد ابن خلدون (ولا نزايد أو ندعى غير ذلك) فلو نظرنا إلى كل كتب مبادئ ومقدمات علم الاجتماع الصادرة عن الكتاب العرب سنجد أنهم يسيرون على نمطيه أن ما أشار إليه كونت في نهاية القرن التاسع عشر ذكره ابن خلدون من قبل أربعة قرون سابقة عليه، وتدور الساقية في محاولة النفي والإنكار على الفكر الغربي بأحقية علم الاجتماع .
ب-إن ما وقع بين يدي (ولا أدعي قراءته جميعاً) من كتابات عن ابن خلدون دارت حول نقاشات تفسيرية وليست تحليلية لمقدمة ابن خلدون وما جاء فيها من إسهامات قدمها الرجل، هذا في حد ذاته ضرورة إلا أن الضرورة القصوى في نظري أن نقوم بتأسيس فكر خلدوني يتعامل مع وقائع اجتماعية وسياسية معاصرة على اعتبار أننا لا نقف عند مقولات خلدونية وإنما نظرية اجتماعية وسياسية قد تدعم بعض منها ونقف موقف الإيجابي منها أو ننتقدها ونقف موقف السلبي منها وهنا نستطيع أن نؤسس لمدرسة خلدونية في علم الاجتماع وأن اختلف المكان والظرف الاجتماعي، فما بالنا حتى اليوم نتعامل مع مدارس في تاريخ قديم في علم الاجتماع مثل الفرنسية والإنجليزية والأمريكية الا لتواجد تراكم معرفي مستمر ومتواصل يقوم على دعائم هذه المدارس، فنحن أضررنا بالفكر الخلدوني من حيث أردنا النفع.
يقول فردريك معتوق، من الواضح أن نقل علم الاجتماع إلى الثقافة العربية مطلع القرن العشرين لم يكن نقلاً منهجياً لعلم من العلوم ظهر وتطور في الغرب .. فلم يتأسس تعليم مادة علم الاجتماع عندنا على علم الاجتماع الخلدوني ولا اتجهت الأبحاث من مفهوم العصبية وثنائية البدوي/ الحضري مثلاً بحيث استسهل العاملون الأوائل في علم الاجتماع اللجوء إلى ترجمات ومعرفة مجزأة .. فالعالم العربي لم ينطلق من مخزونه النظري الخـاص الموجـود عنـد ابن خلدون بل أدار ظهره له وتجاهله كمخزون علمي (1)».
إن التأسيس لعلم الاجتماع العربي (هذا إذا سلمنا بأن هنالك هوية إقليمية أو قطرية للعلم) دعوة ظلت مستمرة في العقود الأخيرة وبرز بشكل أكثر وضوحاً مع الإصدارة التي قدمتها الجمعية العربية لعلم الاجتماع والصادرة عن مركز دراسات المستقبل بعنوان نحو علم اجتماع عربي. والمهم هنا ليس الدعوة إلى قيام مدرسة الاجتماع العربي بقدر ما الأهم هو بناء الطراز النظري والمنهجي لهذه المدرسة وما هي مرجعيتها، ولكنا كمشتغلين في علم الاجتماع في الوطن العربي نتفق على أن مرجعيتها هي ابن خلدون ولكننا فشلنا في خلق التواصل الفكري معه وظللنا نتعامل مع ابن خلدون من باب الفخر والاعتزاز بأننا العرب أول من نادينا بالسيوسيولوجيا وهذا ما أعاق نهضوية الفكر الخلدوني في عقولنا بمعنى كيف يمكن الاستفادة من مقدمة ابن خلدون والاشتغال عليها في قضايا المسكوت عنه مجتمعياً في بلداننا - حتى وإن كان ابن خلدون وقف موقف المبرر المحافظ على أوضاع مجتمعية في تاريخه وظرفه ومكانه من هذه القضايا - فآفة دارسي علم الاجتماع في الوطن العربي دخولهم في المساومة الخفية وغير المعلنة مع البيئة الاجتماعية والمعرفية السائدة في بلدانهم فأصبحوا خفراء للنظام الاجتماعي القائم. هذا الاستيطان المعرفي أخطر ما يعاني منه العلم حيث أنه يشل الطاقة الفكرية من ناحية ويبعد صاحب العلاقة عن الواقع، وحتى لا أتهم بالتسرع في إطلاق الأحكام فهناك في داخل هذا النفق المظلم إشعاع نهضوي يقوده مفكرون عرب وإن كانوا يحسبون على أصابع اليد الواحدة من أجل جعل دراسات علم الاجتماع واقعاً يقوم على النقد القائم على الاستفادة من نظريات ومناهج علم الاجتماع المتجددة والمتواصلة.
لكل ما سبق تحاول الورقة أن تبحث في قراءة تبعد عن الاتجاهات الكلاسيكية التي كبلت الفكر الخلدوني في المقاربات «الفطيرة» وإبراز واقع معاصر في هذا الفكر يتمثل في مقاربة بناء الأقليات في الوطن العربي في التاريخ المعاصر ونظرية العصبية وبناء السلطة عند ابن خلدون.
الإطار المفاهيمي:
ضرورة المفاهيم النظرية في هذه الدراسة تتعلق بالمبادئ الأساسية لسوسيولوجيا الأقليات ليصبح الفهم للموضوع أكثر وضوحاً خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن مفهوم الأقلية من الضروري أن يتداخل ويتشابك مع مفاهيم أخرى متصلة به، هذا مع الأخذ بأن المفهوم نفسه حوله كثير من المغالطات الأيديولوجية والثقافية.
1/ الأقليات:
إن عبارة الأقليات تذكر أولاً بتجزئة مجموعة إلى مجموعتين داخليتين على الأقل تكون أحداهما أكثر عدداً من الأخرى أو إذا كان ثمة أكثر من مجموعتين داخليتين أكثر عدداً منهما كلها، وإلى جانب كونها الأكثر عدداً يمكن للأكثرية أن تضيف خصائص أخرى فالأكثر عدداً يمكنهم كذلك ان يكونوا الأقوى وذلك ما يحصل من وجهة نظر سياسية حصراً في الأنظمة الديمقراطية ويمكن أن يحصل على العكس أن يعتبر الأقل عدداً هم الأفضل كما في الأنظمة الارستقراطية.
من وجهة النظر هذه تكون الأقليات مقابل الأغلبية تعويضاً يتحصل من وجهة النظر السياسية، وهذا ما يمكن ملاحظته في الفكر الخلدوني، فالأكثر عدداً يمكنهم أن يكونوا الأقوى والأكثرية عند ابن خلدون تتمثل في غلبة العصبية(2).
وفي كل الأحوال ما أن يحصل التمييز بين الأكثرية والأقلية حتى تصبح سلسلتان من الأسئلة، أولاً: هل تنجم التجزئة عن الانقسام، إذا كان الأمر كذلك فإن وحدة المجموعة تكون قد تحطمت وفقاً للتمييزات الكلاسيكية عند «هيرشمان» تواجه الأقليات بثلاث استراتيجيات ممكنة فهي تستطيع بواسطة الولاء أن تبقى في المجموعة وأن تمتثل لإرادة الأكثرية، والثانية: هو خيار بين الانفصال أو المعارضة(3)، وهذه الصياغة ما بين الولاء والمعارضة نجدها عند منظري الأنظمة الديمقراطية.
وقد يتم إدراك وضع الأقليات وفقاً لنموذجين متطرفين وكلاهما قليلاً ما تحققا، وعليه يمكن فهم الأقليات جسماً غريباً يتشكل من هامشيين معرضين لأن يكونوا منشقين ومتمردين وهذه هي النظرة المحافظة، ولكن الأقليات يمكن التعامل معها على العكس من ذلك فإذا كانت اليوم مختصرة ومضطهدة فهي تعد بمستقبل تساهم فيه مساهمة رئيسية في بنائه فظهور الأقليات هو إعلان عن عملية التمايز الاجتماعي وبروز النزاعات واشتدادها(4).
إذن نحن أمام مفصلية تحديد الأقلية من الناحية السياسية والتي تعني غلبة الأكثرية ديمقراطياً، ومن الناحية الاجتماعية والتي تتبدي مظاهرها في عديد النقاط مثل التهميش الاجتماعي والاقتصادي، والإقصاء السياسي والاجتماعي والتمايز في الحقوق .. إلخ الأمر الذي يفجر أوضاع مختلة تكون معضلة في بناء الدولة الحديثة وهذا ما يعبر عنه الواقع العربي اليوم.
فالأقلية كما يقول حيدر إبراهيم في المجتمع العربي يجب الأخذ بها من حيث التعريف الاجتماعي بأن الأقلية تعني ليست الأقلية من حيث العدد بقدر ما هي أقلية يفرزها واقع بنائي مقوماته تكون في عدم العدالة والمساواة الاجتماعية(5).
2/ الهوية:
أبرز مشكلات الأقليات التي أحدثتها في الوطن العربي هو قضية الهوية والمعضلات المرتبطة بها، فإشكالية الهوية الأيدلوجية في الوطن العربي تمثل أحدى مهددات بناء الدولة الحديثة الموحدة وبالتالي تمثل إحدى معوقات تحديد مفهوم المواطنة أو المواطنية التي تقام على أساس العدالة الاجتماعية.
وهنا من الضروري أن نضع حدوداً فاصلة بين الهوية الثقافية والهوية الأيدلوجية فالهوية الثقافية تقول كلنا عرب ولكن الأيدلوجية تظهر الخلافات الواسعة حول المفهوم والتي تتولد عنها الذاتية المفرطة والضيقة ومشكلة الانتماء إلى الجزئيات داخل الدولة الواحدة فمثلاً يظل إلى الانتماء للوحدة القرابية الكبيرة مميزاً في كثير من البلدان العربية فيكون المحدد للهوية هو لفظ (بنى أو أولاد فلان).
وابن خلدون جعل من مفهوم الهوية يتمحور في ذلك من خلال الانتماء إلى عصبية الدم، وبالتالي يظل مفهوم العصبية كما جاء عند أبن خلدون محدداً للهوية في التاريخ المعاصر.
تتداخل الهوية مع مصطلحات عديدة مثل الخصوصية بالذات حيث يكون الحديث عن قيم ومبادئ عامة وإنسانية مثلما نلاحظ في نقاشات حقوق الإنسان على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية. وقد تزايد التركيز على الهوية مع تصاعد سيرورة العولمة التي يرى فيها أصحابها فكرة الهوية الضيقة خطراً واضحاً على الثقافات الأخرى غير الغربية(6).
ويرى البعض صعوبة تحديد وتعيين الهوية أو الخصوصية على صعيد الواقع وبالتالي اعتبر الكثيرون أن مفهوم الهوية مصطلحاً أيديولوجياً وذلك لأن الهوية يمكن التعبير عنها أو تجسيدها من خلال الدين أو اللغة أو الدولة الوطنية أو القومية وكل هذه خصائص متغيرة حسب طريقة استخدامها وتوظيفها لذلك يمكن لمجتمع واحد أن يبدل هويته حسب المراحل المختلفة تاريخياً ووفقاً للظروف الحاكمة ومثال ذلك التاريخ العربي المعاصر حيث أثرت الأيديولوجيات على تحديد الهوية(7).
وهناك من يرى أن الهوية أصلاً مجرد مصطلح سياسي ولد ضمن عملية صراع سياسي(Cool.
ويرى (معلوف) أن الهوية هي الانتماء الرئيسي الوحيد الذي يستمر في مختلف الظروف أقوى من الانتماءات الأخرى، فقد يكون لدى البعض الانتماء الوطن أو الدين أو الطبقة(9).
وتتشابك الهوية مع معاني القومية والأمة والوطنية وهذه المترادفات التي تزيد الاهتمام، فالسؤال كيف تتشكل دولة وطنية حديثة تجمع بين كل المواطنين بلا صراعات أثنية أو دينية أو لهوية؟ ويتجه الناس إلى هوية تجمعهم وتوحدهم تجاه أي شكل من الانقسام أو الانفصال والتوتر والحروب الأهلية، ويقول حيدر إبراهيم حول هذا التساؤل أن الحديث الأكثر دقة يجب أن يكون عن الهويات - بالجمع - خاصة حين تربطها مع المواطنة فهناك هوية ذات صلة بالقومية (الأمة) وأخرى هوية وطنية وأخرى هوية دينية وهوية اجتماعية، وقد يكون جمـاع هذه الهويات هو ما يساهم في خـلق مواطنة جديدة منفتحة (10)
إذا نحن أمام تيار عريض ومتنوع في تناول مفهوم الهوية يختلف في الظرف المكاني والاجتماعي والثقافي والسياسي المميز لمجتمع ما. لكن من الضروري التعامل مع المفهوم بالقدر الذي يحقق المساواة والعدالة الاجتماعية والانتماء القائم على قبول الآخر لتكون النتيجة هي المواطنة بحقوقها وواجباتها.
3/ التعصب:
يرتبط هذا المفهوم بالإطار العام لهذه الورقة من حيث الصلة الكبيرة لهذا المفهوم بالمفهومين السابقين وارتباطه بالسياق العام الذي تدور حوله هذه المحاولة البحثية إذا أن التعصب كمفهوم اجتماعي يتداخل وبصورة مباشرة بمفهوم العصبية عند ابن خلدون حيث أن مفهوم العصبية نتناوله كمحور أساسي في هذه المقاربة في واقع الأقليات.
يعد مفهوم التعصب من المفاهيم الأكثر تجنباً في البحوث الاجتماعية، ويمكن التمييز بين أشكالاً مختلفة في التعصب، فهناك التعصب العرقي والثقافي والديني والطائفي.
يعرف التعصب بأنه تشكيل رأي منه دون عناية كافية للحكم عليه بتأن وفي هذا السياق يرى كل من (سمبسون وينجر) أن التعصب سواء كان سلبياً أو إيجابياً هو موقف عاطفي وصارم تجاه جماعة من الناس وبالتالي فإن التعصب لا ينطوي على حكم مسبق فحسب وإنما ينطوي أيضاً على سوء هذا الحكم(11).
يعرف قاموس العلوم الاجتماعية التعصب بأنه «غلو في التعلق بشخص أو فكرة أو مبدأ أو عقيدة بحيث لا يدع مكاناً للتسامح وقد يؤدي إلى العنف والاستماتة ويعني التعصب أيضاً الرأي السلبي تجاه أفراد ينتمون إلى مجموعة اجتماعية معينة، والتعصب قد يأخذ صورة عقيدة دينية أو سياسية متطرفة تتميز بدرجة عالية من الانغلاق والتصلب(12).
ويجسد التعصب اتجاهات الفرد أو الجماعة نحو جماعات أو طوائف أخرى مع خضوع كامل لسلطة الجماعة التي ينتمي إليها مع ميل لاستخدام العنف التعامل مع الآخرين.
وقد تسهم عدة عناصر في تشكيل مشاعر التعصب مثل التنافس والأفكار الدينية، عدم قبول الآخر .. إلخ



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفكي مكي
مشرف
مشرف
الفكي مكي


عدد الرسائل : 243
تاريخ التسجيل : 10/12/2007

د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن   د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن Icon_minitimeالخميس يناير 24, 2008 1:50 pm

د/ عثمان سراج الدين نتمني ان نراه في المنتدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
د/ عثمان سراج الدين فتح الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سراج الدين فتح الرحمن في المدينه المنوره
» وفاه خاله اولاد سراج الدين فتح الرحمن
» ترحيب حار ب وليد حسن العوض و د/عثمان سراج//نايره//
» مدرسه المرحوم عثمان حاج الشيخ
» فاطمه فتح الرحمن تشكر عبابسه المام*** شكرا يا اصيليين**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قـــــــــــــديــــــــــم :: المنتديات الأدبية :: منتدى المواضيع المنقولة-
انتقل الى: