في ندوة عن كتاب (لهجة جوبا العربية) :
د.بول دينق : فترة المهدية شهدت إنحسار للغة العربية بالجنوب
شهدت قاعة د.محمد عبدالحي بمتحف التاريخ الطبيعي في الحادية عشر من نهار الاربعاء المنصرم ندوة حول كتاب (لهجة جوبا العامية) للدكتور بول دينق شول والتي أقامها إتحاد الكتاب السودانيين بالتعاون مع مركز اللغات والترجمة بجامعة جوبا ،تحدث فيها البروفيسر يوسف الخليفة ود.كمال جاه الله و مؤلف الكتاب د. بول دينق ،وأدار الندوة البروفيسر محمد الأمين أبو منقة ..
رصد :عادل ابراهيم
إستهل الندوة البروفيسر أبو منقة بالتعريف بدكتور بول المولود بمنطقة التونجا 1956م فذكر بأنه درس مراحلة التعليمية الاولى بجنوب كردفان ومن ثم تخصص في اللغة العربية " بكالريوس لغة عربية " من جامعة جوبا،وماجستير من جامعة أم درمان الاسلامية ودكتوراه من جامعة جوبا في اللغة العربية،وأشار لأن هذا الكتاب يعد مرجعاً في لغة جوبا العربية ،وتحدث د.بول دينق بداية عن دخول اللغة العربية لجنوب السودان ،وذكر بأنه وفقاً لاحصاء 1956م فإن عدد اللغات في جنوب السودان تفوق الـ(50) لغة ،وأضاف بأن العربية دخلت للجنوب في العهد التركي المصري بصورة تلقائية وبدون تخطيط لغوي عبر عدد من الوسائط كالتجار الشماليين والشوام والمصريين وجنود الحكم التركي ،وأضاف بأن فترة المهدية شهدت إنحسار ملحوظ للغة العربية بالجنوب نسبة لأن الدولة المهدية عمدت لتفكيك المؤسسات الت ساعدت على نشر العربية بالجنوب ،أما بالعهد الانجليزي المصري فإن السياسات التى كانت ترمي لفصل الجنوب عن الشمال لم تكن تساعد على إنتشار العربية بإعتبار أنها وضعت التعليم في يد الجمعيات التبشيرية وحاربت الاسلام واللغة العربية ومظاهرها بالجنوب إضافة للإجراءت القوية بقصد منع الإلتقاء مابين الشمال والجنوب ومنها عقد موتمر الرجاف اللغوي الذي كان الغرض منه إختيار لغات محلية تحل مكان العربية وقد أوصى المؤتمر بإختيار ستة لغات ،وأضاف د.بول بأن ضغط الحركة الوطنية قد أدى لمجيء سيلسة جديدة لادخال العربية في مدارس الجنوب وضعت خطط لذلك على يد أول وزير معارف سوداني عبدالرحمن على طه وتوقف العمل بقيام تمرد 1955م ..
عرَّف د.بول لغة جوبا العربية بأنها تتكون من جملة من الاصوات الساكنة والمتحركة وعند إجراء مقارنات وجد بأنها تطابق العربية الفصحى في بعض المخارج والاصوات وتختلف معها في بعض آخر،وأضاف بأنها تأثرت بأصوات لغة الباريا ،وكلك الحال من ناحية البناء الصرفي ،فيما لاحظ عدم إلتزام هذه اللغة بالإعراب وأداةالتعريف (ال) ومن ناحية الدلالة قد إستفادت من الكلمات العربية العامية والتركية والنوبية اليوغندية ،وختم د.بول حديثة بالقول بأنه يرى مستقبل اللغةالعربية بالجنوب قد يتأثر إذا أنقطع التواصل الشعبي العفوي أما إذا تركت الامور كما كانت عليه قبل 1989م فإنها ستتقدم خطوات أخرى ..
كتاب قيِّـم
من جانبه أشار بروفيسر يوسف الخليفة الى أن الكتاب قد توسع في مجالات الغة النحوية واللغوية والصرفية ،وأبان بأن لغة جوبا تطلق على اللهجة المتحدث بها في جنوب السودان ولا لهجة سكان مدينة جوبا ،وأضاف بأنها لهجة تختلف في قواعدها النحوية ودلالاتها من منطقة لأخرى كلهجة الزاندي التي لاتحتوي على حرف (اللام) ،وأشاد بروفيسر الخليفة بقدمة الكتاب ذات المعلومات الثرة عن تاريخ جنوب السودان ،وأشار الى أن الدرسات الحديثة عن لغات الجنوب يمكن الوثوق بها أكثر من دراسات المبشرين السابقة لاسيمافيما يتعلق بالأنظمة الصوتية ،وتطرق لأهمية وجود إحصائية عن عدد القبائل واللغات بجنوب السودان لأنه لم يتم حتى الآن تحديد عدد هذه القبائل أواللغات ومثَّـل بالباري فهم قبيلة ولغة وبذات الوقت قبيلة (الكاكوا) تتحدث بلغة الباري،وإنتقد عدم وجود دراسات في النظام الصرفي والصوتي والنحوي والصرفي للعامية السودانية ماعد النذر اليسير في بعض الجوانب.وتركز تعقيب د.كمال جاه الله على الجانب المظلم من الكتاب فيمناحي التوثيق والاخطاء الاملائية والتى لم ينج نفسه منها في الفرق نابين (إمعان) و(إنعام) ،بجانب عدم إتباع نظام الكتابة الصوتية الدولية .
نقاشات وتعقيبات
إعتبر د.عثمان سراج الدين أن د.كمال جاه الله قد إمتحن الكتاب ولم يناقشه ،فيما أبان الاستاذ شمس الدين ضو البيت أن إنتشار العربية بالجنوب شبيه بإنتشار السلام في السودان صلحاً لا فتحاً وتسائل عن سياسات نشر العربية بالجنوب في مقابل إدارة التنوع الثقافي فيما أشار د.أحمد الصادق الى خطورة وصف لغة التواصل بالجنوب باللهجة والأصوب وصفها بأنها لغة هجين ..
أخبار مرتبطة:
حول ندوة كتاب: لهجة جوبا العربية (اللغة الهجين) لمؤلفه الدكتور بول دينق شول -بقلم الصادق عبد الله حامد*
[b]