الاشجار لها مواسم تفيض بها من طيب ثمارها
وتخرج زكاة ما اكتسبته من عذب المياه والتربه الطيبه
مثلها كابن آدم تماماً له من المواسم ما تشتد به عزيميته على الطاعه
واكتساب الاجر والثواب من زياده منسوب الأعمال الصالحه عنده
وإقباله على العبادات ليخرج زكاة كل سنامه أنعم الله بها عليه .
وكلما أثمرت الاشجار وزاد حملها كلما إقتربت أغصانها من الارض وكأنها
تشكر الله بالتذلل والانحناء له سبحانه لما حباها من طيب الثمر وأعانها
على توفير الغذاء لبني البشر .
مثلها في ذلك على وجوه شتى في الانسان فالمؤمن الغزير العالم
الذي يفيض بعلمه على غيره تراه قد إكتسب من التواضع لله ما يجعله رفيعاً
بين الناس شرفاً ومكانه .
أو كمن حباه الله مالاً فهو يتقرب به لله بانفاقه على المساكين ومساعدة المحتاجين
ويتودد لله ويتواضعإشفاقاً على من دونه وكأنه شجره ألقت بأغصانها المحمله بآنعم الله
ليأكل منه كل من وصله يده لها.
وها هي الاشجار تكتسب المتعه والراحه وهي تمتع انظارنا بجميل أزهارها
وخضرة آوراقها في مواسم الربيع كالانسان المؤمن يزداد تألقاً وضياءً في مواسم
الطاعات والقربات فتراه يشرق نوراً ويتلألأ ضياءً من شدة تقربه إلى الله تعالى.
تأملت هذه الاشجار ...ويالها من مخلوقات تدعونا لتأمل والتفكر
بملكوت الله فتزداد قرباً وشكر للواحد الديان