من الذاكرة

اتنازل عن المداخلة الثالثةعشان خاطر اميرة وسهام الدين ويكون معلومكم لن اتنازل المرة

القادمة ( جملة يكون معلومكم هي من لازمات شيخنا ود علي له رحمة كان يرددها كثيرا )

قبل الدخول في موضوع الحكاية لابد من المقدمة الآتية :

]جدي جمال الدين رحمة الله عليه توفى في عام 1958م ولكن ذكرى وفاته امتدت معنا حتى اوائل الستينات ، عندما

نسأل عن بعض الأشياء يقولون لنا عشان جدكم ميت .

في احد الايام ونحن نلعب ونسرح خلف الشقيقيلات ( الترجمة ليست من مسؤوليتي ) حتى بلغنا منطقة الإزيرقاب ،

الواقعة بعد مشرع نعيم وأذكر كان معنا صديق الطفولة عطية الله ود الحسن ود سكنة ، وعندما شعرنا بالعطش ،

اقترح علينا عطية الله أن نذهب لنشرب موية من بيتهم القريب . هناك قابلنا زينب بنت علوية اخت عطية من امه . عندما

ذهبت زينب للقربة المعلقة لتصب لنا الماء ظننت انها سوف تصب لنا الروب كما تفعل عمتنا بنت العقيد ، في تلك السن لم

أر قربة ماء من قبل ( فيما بعد صار لدينا ثلاثة قرب ماء واحدة في الدكان والثانية جنب راكوبة البحر والثالثة جنب

البابور ) . المهم عندما مدت لي زينب الكوز ووجدته مملوء ماء قلت في إندهاش : موية من السعن !!!! سألتني

زينب : أنت أول مرة تشوف قربة موية ؟؟؟ أجبت نعم سألتني السؤال الثاني : أنتم ما عندكم قربة موية ؟؟؟ أجبت ما

عندنا . سألتني السؤال الصعب : انتو ليه ما عندكم قربة موية ؟؟؟ لم أجد إجابة لهذا السؤال فكرت ثم قدرت وظفرت

بالإجابة . قلت لها في ثقة : عشان جدنا ميت !!!!!.

تفاعل و اختار ما يروق لك من المواضيع الآتية :

قصتنا مع عمي فكي مكي

قصتي مع العطية بنت عمي ود علي

شيلة خديجة بنت عمي السجاد

الحكاية شنو يا ستورة[

ده علي انا يا اولاد ندي

تربية الخلوات ... الحدود واضحة

في حلتنا عرس .. طرادة ولبسة ... الإثنان جديدتان

عجوز الخلوات السمحة ... عمتي زهراء بنت خيزران

ده الشاي البلا كباي

قصتي مع جدي نور الدين ود المدني

شيخنا ماشين اهلنا

يا سرور يا ظريف

إنتي جابو لك بلبل

عجوز الخلوات السمحة ... اعني ما أقول ،، إنها سمحة شكلاًً وموضوعا ، أجمل عجوز أراها في حياتي .. قد تكون هذه عين الرضاء التي عن كل عيب كليلة . عن عمتي زهراء بنت خيزران ، اقول للجيل الجديد وللعبابسة المتربين في الصعيد ولبعض الكرابة ، إنها أخت عمي ود علي والمعتصم من أمهما خيزران .

من أبوها ؟ لا أعلم ولكن سألناها ونسيت انا اجابتها ، سألناها عن اسم زوجها فقالت في خفر ذوات الخدور بعد عن غطت فمها بطرف ثوبها : اسمه إحيمر (نساء ذلك الزمن كن لا ينطقن باسم ازواجهن ) وعندما شعرت بتخابثنا الطفولي بتكرار السؤال لنحظى برؤية ذلك الخفر ،، كانت تجاوبنا في مساخة : ما قلت لكم اسمه إريقط . كان معظم أطفال الخلوات ينادونها بعمتي ما عدا نحن أولاد المأمون وبنات شرف الدين فقد كنا نناديها حبوبة . بنات شرف الدين معهن حق فهي حبوبتهن ، أما نحن فهي في مكان عمتنا ولكن نناديها حبوبة ، لا ادري لماذا ؟ هل مجاراة لبنات شرف الدين . ام لأن أمي الرسالة - مساها الله بالخير وآجرها على صبرها - تناديها عمتي زهراء اسمحوا لي أن اناديها بحبوبة في بقية مقالي هذا .

كنا نحب حبوبة وكانت تحبنا حبا لا مراء فيه ، كانت لها طريقتها في تدليع الاسم ، لا تصغره بل تزيد له الف لام التعريف ، فتقول المصطفى ، الفائزة ،السيدة . لحبوبة معزة خاصة للرسالة ، لذلك كانت زياراتها لنا لا تنقطع . تنادي من بعيد : سلام .. هوي .. يا بنت جمال الدين ، كانت معجبة جدا بجدي جمال الدين فقد رأته في مسمار عندما ذهبت لزواج محجوب المعتصم ، كانت لا تمل الحكي عن زيارة مسمار وحضور تلك المناسبة .

كانت حبوبتي زهراء ترسلني لأقضي لها أغراضها من الدكان وهو غرض واحد لا أذكر انه تبدل نصف رطل زيت سمسم بي اربعة قروش في زجاجة شكلها غريب هي أقرب للفتيل وتشيل نصف رطل بالضبط .مرة طلب مني الوالد عليه رحمة الله أن ارد لها قيمة الزيت استغربت وسألت ليه زيتكم كعب ؟؟!!ثم شمت الزجاجة وقالت الزيت سمح وردت لي القروش وقالت لي : قل للمأمون أنت مسوي لك دكان عشان تقسموا للناس .

لحبوبة صوت جميل وشاعرية عالية ترتجل الشعر ولا روضة الحاج ، عندما تراني من بعيد تبدأ تغني مع صفقة خفيفة بالكفين :

المصطفى راجل المقدرة

المصطفى حبيب عمتو

( او شييء من هذا القبيل )

سافر شرف الدين ليعمل في مشروع الجزيرة ولحقت به عائلته ، طلبت فائزة من حبوبة أن تعمل لها أغنية بسبب سفر صاحبتها سيدة بنت شرف الدين . ارتجلت حبوبة الأغنية مع لحنها في الحين والساعة :

الفائزة قالت واااي

السيدة راحت دون رضاي

شالوها بالسكة الحديد

ودوها لبلد بعيد

إن شاء عودة من جديد

حبوبة غني لنا ، لا تستنكف ولا تأفف ، فنحن أولاد المأمون والرسالة طلباتنا كلها مجابة من حبوبتنا :

السادة حباني

ليه .. ماجوني

الراحوا .. خلوني

ليه .. ماجوني

الساعة ستة ونص

ليه .. ماجوني

وسرحوا المقصوص

ليه .. ما جوني

حبوبة غني لنا غنية الجدادة :

جدادتنا الليلة وين مكانا

الدوام لله .. والحكم مولانا

وهي أغنية هزلية طويلة بالاضافة للمطلع أعلاه أحفظ منها مقطع واحد يقول :

جدادتنا .. الحاشا ماها مضرة

الساعة اطناشر .. تخاف الحرة

تسوق بنوتا .. وتقنب برة

حبوبة بنت خيزران عجوز ذات سمت أرستقراطي وبمعنى آخر إمرأة جعيصة وفنجرية ، تدخل البيت ، تختار احسن العناقريب سمتا وموقعا وفراشا ترفض أن يقدم لها الطعام دون طلبها ، إذا ارادت طعاما فهي تطلبه أحيانا بصراحة مثل قولها يا بنت جمال الدين سوي لي لقيمة ، وأحيانا تطلبه بمواربة مثل قولها الليلة غداكم بي شنو ؟ او قولها : يا وليدات المأمون ريحتكم لحم .. لحم .كانت لا تطلب إلا القليل وتقول إن درت زيادة بقول لكم . كنا لا ننفك نلتف حولها حتي وهي تأكل وتحشر لنا اللقم في خشمنا ونتقبل ذلك مع إننا نكون قد أكلنا قبل وصولها بقليل ، كانت تأكل بأناقة لم ارها في عجوز ، تأكل الأكل ولا تفضل شيئا لأنها من الأول قد طلبت قدر حاجتها ، بعدها نصب لها الماء لتغسل يدها في الصحن ونأخذ الماء لندلقه في الخارج ثم نعيد لها الصحن فتغسله وتسلمنا له نظيفا .

رحمة الله تغشاكي حبوبة بنت خيزران فقد أحببناك في الله الذي أحببتينا فيه .

سد بت خيزران