من الذاكرة

موضوع: رد: من الذاكرة السبت يناير 12, 2008 10:51 pm

الخال مصطفي متعك الله بالصحة والعافية كنت مشغولا في الايام الماضية والحمد لله فضيت شوية وبالصدفةوجدت موضوعك عن شيلة العمة خديجةلها الرحمة والمغفرة فعلا موضوع فى غاية الرصانة والجمال والسرد العفوى الذى ينم عن موهبة عظيمة حباك الله بها والحمد لله ربنا ادانا المنتدى ده عشان نشوف ابداعاتك ونتمنا يكون المنتدى ده ساحة لنرى ابداعات ومواهب العبابسة الاخرين اثناء قراتى للسرد تخيلت انى انا فى برندتكم القدام الاوض نقرض لينا فى كيلة تمر والنسوان طالعات ونازلات وريحة قلى البن والشرقرق وعشان ليقتك دى يرسلوك تجيب ليك ليفة من التمر عشان الشرقرق وتصفية الجبنة وتجى خدييجة بت بت بشير شايلة الترمس<الترمث>ايام ياخال

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

GAAFAR ALFAKI ALMUTASIM كتب:: الخال مصطفي متعك الله بالصحة والعافية كنت مشغولا في الايام الماضية والحمد لله فضيت شوية وبالصدفةوجدت موضوعك عن شيلة العمة خديجةلها الرحمة والمغفرة فعلا موضوع فى غاية الرصانة والجمال والسرد العفوى الذى ينم عن موهبة عظيمة حباك الله بها والحمد لله ربنا ادانا المنتدى ده عشان نشوف ابداعاتك ونتمنا يكون المنتدى ده ساحة لنرى ابداعات ومواهب العبابسة الاخرين اثناء قراتى للسرد تخيلت انى انا فى برندتكم القدام الاوض نقرض لينا فى كيلة تمر والنسوان طالعات ونازلات وريحة قلى البن والشرقرق وعشان ليقتك دى يرسلوك تجيب ليك ليفة من التمر عشان الشرقرق وتصفية الجبنة وتجى خدييجة بت بت بشير شايلة الترمس<الترمث>ايام ياخال

أهلا دكتور جعفر .. مداخلتك أسعدتني ولكن تأسفت أن تكون هذه أول حلقة تقرأها من هذه السلسلة ، ادعوك لقراءة الحلقة التي كتبتها عن عجوز الخلوات السمحة .كما أن اسمك سوف يرد في الحلقة بعد الجاية وقد ورد من قبل في حلقة أم درمان راحت الكربة .
استبطأت دخول الفاتح للمنتدى ولاحقته بالرسائل وأخيرا قلت لنفسي عشرة ريال ما خسارة في ود أختي واتصلت عليه ، اولا اسفت جدا أن جوالي ما مسجل عنده ولذلك احتجت أن اعرف نفسي وما إن عرفني حتى بادر هو بالكلام عن المنتدى . قلت له يعني عندك خبر ، قال لي أنا كل يوم ادخل المنتدى كزائر واطبع منه مواضيع لأقرأها على حاجة فاطمة وقال انا هسع طبعت موضوع شهيدة العبابسة وشايلو معاي البيت .
هذه المدخلات تنعش الذاكرة ، فذكرك لخديجة بنت بشير وبيعها للترمس او ( الترمث ) كما تنطقها هي ، اوحى لي بحلقة عن القطاع وسوف اوردها هنا بعد إختمارالفكرة .
بعد الإنتهاء من هذه السلسلة وتسليم البوست لصاحبه الأصلي شيخنا المنصور ، سوف افتح بوستا بمناسبة تسجيل العضو رقم 100 وهو بوست توثيقي من دفتر شخصية عباسية اسطورية .

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

جارنا أُمحُمَّد ود يوسف 0(رحمة الله عليه ) - راجل بت العيص ووالد زميلنا المرحوم الأستاذ علي محمد يوسف – رجل طيب وتقي ومكافح ، ومنه أخذت الدرس الأول في الاقتصاد ( على نسق الدرس الأول في القانون ، الذي أتحفنا به الأستاذ احمد عبد الرحمن في المنتدى القانوني ) ،.

في ذلك الوقت كنت أجلس في الدكان على صندوق شاي فارغ منتظرا أوامر المراسيل ، جيب الفطور ، رجع العدة ، مقاضي البيت ، امشي للناظر خلي يفك لك الجنيه ده ، كنت أصغر من أن أمارس البيع .

كان من ضمن مهامي ان أرافق الذين يودون شراء العيش ( الذرة) ، وكان العيش يوضع في مخزن ملاصق للدكان ، كان الزبون يكيل لنفسه ومهمتي أن افتح خشم الكيس او الشوال وأحسب في سري ثم يغلق الزبون المخزن ويسلمني المفتاح لإرجاعه في محله .

عمنا أمحمد ود يوسف كان يغشى دكاننا يوما بعد يوم وأحيانا في يومين متتاليين وفي جيبه مبلغ ضئيل يعمل جاهدا ليوفي به حاجياته الكثيرة ، ربع رطل سكر ،ربع وقية شاي ، ثمن رطل بن ونرمي له فيه عود جنزبير وملوة ونصف عيش . كانت الطاحونة في ذلك الوقت تعمل يوما بعد يوم ، يعني مابين ثلاثة إلى أربعة مرات في الأسبوع وفي كل يوم طاحونة يحضر عمنا أمحمد ود يوسف ليأخذ ملوته حقت العيش . كنت أتبادل معه أطراف الحديث وأنا افتح له كيس العيش الذي لا يحتاج لفتح لصغر مكيال الملوة الذي ينحشر في الكيس بكامله ،، قلت كنت أتبادل معه الحديث فقلت له يا عمي امحمد أنت كل يوم طاحونة بتروح تطحن ؟ أجاب ايَّ ،يا ولدي نسوي شنو ؟ قلت له : ليه ما تشتري ربعين مرة واحدة وتمشي تدققن ويكفنك لي دور ولا دورين . قال لي : يا ولدي كلامك سمح ، لكن القروش ما بنلقاها على عدلنا ..

انتهت الحكاية ولكن تذكروا أن القروش ما بنلقاها على عدلنا .. القروش ما بنلقاها على عدلنا .

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

في إنتظار الثلاثة مداخلات والترشيحات

الحلقة الجاية " شيخنا ماشين أهلنا "

مشرف عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 27/12/2007

[العم مصطفى

طوال فترة الماضية كنت استمتع بالاطلاع بموهبة التاليف القصصي والتي كنت احسستها ابتداءاً عند اطلاعي على ترجمتكم لكتاب صبي النيل الازرق للعم بلمون ، استفزتني الكلمات الحكيمة واللطيفة التى تشبهة رجال ذلك الزمن من مجتمعنا عبابسة، يزيد، بشيراب وغيرهم كلهم اهلنا لم ينقصوا عن اهلنا محنه ولم نحس بغير انهم اعمامنا وخالاتنا غفر الله للموتي وامد الاحياء بالعافية و راحة البال. كلمات استصحب فيها قائلها العمر الغض لمحدثة بلطافة واصدرها كحكمة فالمال لا ياتي عند الطلب لذلك وجبت القوامة لا اقتتار ولا اسراف" والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" الفرقان 67 والرضا والتصالح لا تذمر من ان القروش لا تاتي على العدل.

اثنين

وتانى ثلاثة lol!

ام عبودى الحكايه شنو
انتى وابوعبودى خشيتو فى القروش مابنلقاها على عدلنا دى مالكم
نقنع يعنى بت السعيد مابترسلو لينا معاها حاجه
فى تلاته دقايق دخلتو الاتنين

يامصطفى اها قصصك بقت تجيب لينا عوجه

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

لا أذكر اليوم الذي ذهبت فيه للخلوة أول مرة وهل يذكر أحدكم طعم حليب ثدي أمه ، وعيت للحياة فوجدت نفسي بين جدران وليحان الخلوة . ليس لدي ما أحكيه عن يومي الأول في الخلوة مثل ما يحكي أحدهم بأن أمه قد اصطحبته للخلوة وقالت للشيخ لينا العضم وليكم اللحم ،، كلا كلا ، فالخلوة خلوتنا والحلة حلتنا والشيخ عمي وأنا كلي له لحما وعضما .

لم أمكث كثيرا في الخلوة فلقد انتزعتني منها المدرسة مثل بقية أقراني ، من المؤكد إنني لم أصل فيها لسورة البينة ، لو وصلتها لكنت قد تذكرت شرافتها فسورة البينة من سور الشرافة .. آه تذكرت إنني مضطر لإيقاف السرد لشرح بعض الكلمات :

الحوار هو تلميذ الخلوة وجمعها حيران

الشيخ هو الأستاذ الذي يدرس التلاميذ في الخلوة وكلمة شيخنا التي ترد في هذا المقال المقصود به عمي ود علي عليه رحمة الله

الشرافة هي احتفال الحوار بحفظ جزء معين من القرآن واصغر شرافة هي سورة البينة

الفزعة هي ذهاب الحيران لجمع حطب الوقود

اللوح هو لوح من الخشب يكتب عليه الحوار ولوحك وين معناها إلى أي سورة وصلت

العمار هو الحبر الذي يكتب به الحوار على اللوح ويصنع من السكن (الكربون ) والكعاكول ( الصمغ ) والصوف خاصة من ذيل البقر .

العرضة هي عرض الحوار لوحه على الشيخ للتصحيح .

أعود للسرد ، معظم الحيران على أيامنا كانوا في سن ما قبل المدرسة والحيران الكبار لا يصل عددهم للعشرة أذكر منهم المرحومين نور الدائم ود اب شِق وعلي ود التكيريني وحوار بقاري نسيت اسمه .

الخلوة خلوتان : القرآنية وخلوة الضيوف

الخلوة القرآنية وهي بمثابة الفصل وفيها يدرس الصغار ، مبناها من الحجر والطين وفي منتصفها توجد شعبة يرتكز عليها السقف ويركز عليها شيخنا ظهره على الجدار القبلي يوجد محراب وحول بقية الجدران الثلاث مسطبة من الطين وهي بمثابة حائط قصير يلصق مع الجدران الرئيسية ليضع الحيران عليها الواحهم ( ولهذه المسطبة الحائطية قصة مع جعفر الفكي سآتي عليه لاحقا ) أمام الخلوة حوض مرتفع من الأسمنت يمحى فيها التلاميذ ألواحهم بعد حفظ ما فيها . وأمام الخلوة القرآنية فسحة محددة من كل جوانبها بالحجارة تعرف بالبقعة وللخلوة القرآنية والبقعة حرمة كحرمة المسجد لا ندخل إليهما إلا بعد خلع نعلينا .ذكرت لكم أن للخلوة القرآنية حرمة كحرمة المسجد وأزيد وأقول انها أحيانا تقوم مقام المسجد ، لقد شهدت صلاة الجمعة في الخلوة القرآنية في احد السنين عندما كان المسجد تحت الصيانة وأزيدكم ان حرمة الخلوة القرآنية تفوق حرمة المسجد أحيانا عندما يلتجئ إليها أحد طالبي الحماية لا يستطيع متعقبيه او الحكام الدخول إليه في الخلوة وهو ما يسمى عرفا بــ (الجاه) لا يصل إليه أحد مهما كبرت جريمته حتى لو كان قتل رقبة وفي هذا المعنى قالت العباسية ( اظنها بنت حمدتو الكبير ) في سومارها :

نحن العندنا المرقوب يتم النيمة

ومعناها : في حمانا وحمى خلوتنا يتم الملاحق في جريمة قتل رقبة نومته - كناية عن الاطمئنان –

خلوة الضيفان وتقع سافل الخلوة القرآنية وهي مقر إدارة الخلوة ومنزل الضيوف ومكان قيلولة الشيخ ويتناول فيها أحيانا وجباته . وتستعمل كعيادة ومستشفى وسآتي على هذا في موضوع آخر إذا تم ترشيحه .

كنا عندما نسأل لوحك وين أو لوحك في شنو كنا نجيب في تبت يد إذا كانت آخر سورة حفظناها المسد او لوحي في ألم تر كيف إذا كنت في سورة الفيل ولكن ماذا قال جعفر الفكي الذي كان يغشى معي الخلوة في إجازاته ،،، جعفر لوحك وين ؟؟ يجيب بفصاحة بندرية : في الحيطة الصغيرة ، فيستغرب السائل ظانا أن جعفر قد ابتكر اسم سورة من رأسه او اختلطت عليه أسماء والحقيقة جعفر يعني بالحيطة الصغيرة تلك المسطبة الطينية التي يضع عليها الحيران ألواحهم .

للحيران عبثهم فقد كانوا يرددون أراجيز تكون بها عبارات قرآنية مثل قولهم :

الم تر كيف كسرة رهيفة قد التكل ملح واكل

ألم يكون .. صحنن ممكون نأكل ولا نقوم

وعند قراءتي كتاب " المسيد" لمؤلفه الراحل الطيب محمد الطيب المؤرخ الشعبي المعروف ، وجدت هذه العبارات كما كنا نقولها مع إنه كان مركزا على خلاوي الصعيد ، يبدو أن تنقل الحيران من خلوة لخلوة جعل هذه العبارات تنتشر بين الخلاوي .

كان الحيران المطاميس عند ما يعضهم الجوع ويودون الانصراف إلى أهلهم يدفعون بي لأنقل ذلك إلى شيخنا تحت اسمي متعشمين أن شيخنا سيعطف بي ويعم الإفراج الجميع . اقف في منتصف المسافة بين الخلوة القرآنية وخلوة الضيوف وأصيح من مكاني : سيحنا ( فقد كنت انطق الشين سينا والخاء حاء )

سيحنا ...

مالك يا ولد

ماسين ( ماشين) اهلنا

يا ولد شخ شخ بولك امشي اقعد مع رفاقتك .

في نهاية اليوم احكي لأمي الرسالة :

دتلوا سيحنا ماسين أهلنا .. دال لي يا ود امسي سح سح بولك

سلامتكم من شخشيخ البول ،،ادعو لي كما دعوت لكم

العم مصطفى الاخ ازرق

رداً على تعليق الاخ أزرق طبعاً معروف الزول اول ما يقرش يبدى يعمل فيها ميت ، وانا اليومين كل ما يسالني زول عن الحال بقول شغالين نلم في الريالات ونملاْ في الشولات بس مقصرة معانا الدباره ربنا يدي انشاءالله جميع الاهل والاحباب العبابسة القروش على عدلهم - انا احمد عبدالرحمن باين عليه المنتدى كان مفتوح باسم الهام

و الله يا مصطفي بحر و موسوعه تاريخيه

مشرف عدد الرسائل : 77 تاريخ التسجيل : 30/12/2007

الخال مصطفي المامون

يعيب علي بعض الاخوه العبابسة ترديد كلمة يا خال و يا خالة و الان اصغر خيلاني هو تقريبا محمد الحسن مامون الشيخ و انا اجد من المتعه ما اجد في ان اردد تلك المسألة وهي تربية الحاجة كسبة بت الحاج امد الله في ايامها و متعها بالصحة و العافية . هذه المقدمة سردتها لانني كل ما وددت ان ارد علي اي من مقالاتك لا استطيع الاستهلال بغير ( الخال مصطفي المامون ) حتي احدهم علق مرة ولاد كسبة ديل ما خلو ......... لي هسه رغم انه ابن عم امي لزم و انا لا اجد حرجا في ذلك ( فارجو ان لا تكون من الذين تضايقهم كلمة يا خال الذي في ظني انها كلمة ملائي بالحنان و الدفئ و ان كانتغير ذلك فلك و لكل من لا يرضاها العتبي .
اسف لقد (خرمت كتير بره الموضوع)
وددت ان اقول ان كتاباتك ثره و سردك للمواضـــــــيع جزاب و سلس متعك الله بالصحة و العافية (يا خال )

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

زاهر باشا كتب:: الخال مصطفي المامون

يعيب علي بعض الاخوه العبابسة ترديد كلمة يا خال و يا خالة و الان اصغر خيلاني هو تقريبا محمد الحسن مامون الشيخ و انا اجد من المتعه ما اجد في ان اردد تلك المسألة وهي تربية الحاجة كسبة بت الحاج امد الله في ايامها و متعها بالصحة و العافية . هذه المقدمة سردتها لانني كل ما وددت ان ارد علي اي من مقالاتك لا استطيع الاستهلال بغير ( الخال مصطفي المامون ) حتي احدهم علق مرة ولاد كسبة ديل ما خلو ......... لي هسه رغم انه ابن عم امي لزم و انا لا اجد حرجا في ذلك ( فارجو ان لا تكون من الذين تضايقهم كلمة يا خال الذي في ظني انها كلمة ملائي بالحنان و الدفئ و ان كانتغير ذلك فلك و لكل من لا يرضاها العتبي .
اسف لقد (خرمت كتير بره الموضوع)
وددت ان اقول ان كتاباتك ثره و سردك للمواضـــــــيع جزاب و سلس متعك الله بالصحة و العافية (يا خال )

إبن الأخت زاهر
لك التحية
لم أفهم لماذا جال بخاطرك إنني لا أرضى بكلمة خال ، فانا خالك حقيقة لا مجازا .
حتى لو لم تكن أنت ود كسبة ،، فرق العمر بيننا يجعلني في مصاف الخال او العم .
أفعل ولا حرج .. كلمة خال تعجبني
.

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

سَرور .. كل ما مديت الواو تكون اقتربت من النطق الصحيح ،، سَروور ،، إياك وضم السين حتى لا تضيع مني ومنك معالم الشخصية .. قلها سَروور بفتح السين على وزن كَروور ...

السيد سرور تشمه قبل أن تسمعه !!! وتسمعه قبل أن تراه !!!

الأمر ابسط مما تتصورون ،،، دعوني أحكي لكم هذه النكتة الخرطومية ثم أعود بكم لسرورنا الظريف : يقال أن امرأة ركبت بص الحاج يوسف قاصدة حلة كوكو ولازدحام بصات الحاج يوسف المعروفة طلبت من جارها المجاور للشباك أن ينبهها عندما يصل البص حلة كوكو .. قال لها جارها : حلة كوكو بيشموها مايشوفوها .. وهكذا سرور !!

سرور كان يدخن نوعا محليا من التبغ يسمى القمشاء او القمشة وهذا النوع من التبغ له رائحة نفاذة مثل سجائر الهنود (للذين يعيشون في الخليج ) ولأن سرور كان كثير التدخين فقد أصبحت هذه الرائحة مسكا له . كثرة التدخين جعلت سرور يكثر من الحنحنة او النحنحة وهذه النحنحة تتحول أحيانا إلى سعلة خفيفة – قحيحة – لذلك يكون ترتيب حضور سرور كالآتي : تشم ريحة القمشاء ثم تسمع نحنحته ثم يظهر سرور بلحمه وهو يلقي التحية .

سرور موطنه الأصلي مبيريكة وأظن انه من عرب الهامق ولكن زياراته المتكررة لندي جعلت منه نداويا ، لذلك حج إلى بورتسودان كما يحج النداية إليها ، وهناك في بورتسودان نزل عند أحد أعيان ندي ، وتضايق المضيف من رائحة القمشاء وفاض به الكيل وخاطب سرور قائلا : رائحة القمشاء وقحقيحك طول الليل كرهتني البيت ده ،، يا انا يا انت يا سرور في البيت ده . فكر سرور مليا ثم أجاب : أخفَّ أنت ياحاج .. إستغرب المضيف : يعني يا سرور أخلي لك بيتي .. رد سرور بحكمة :انت يا حاج كان مشيت البلد دي كلها بتعرفها وتعرفك ، لكن انا ما بعرف غير المكان ده !!!!!

سرور كان فوق الأربعين من عمره لا يملك في حطام الدنيا هذه غير حمار هزيل وكدوس والملابس التي عليه . سرور كان رجلا ممحوقا والممحوق في اللغة معناها قليل البركة ، او ذاهب إلى نقصان كما في الآية ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) وهو نفس المعنى في العامية ويزيد عليه قليلا ليشمل الرجل الذي لا يجيد عمل شيء .. السيد سرور لا يجيد عمل أي شيء في حياته . أراد سرور فتل الحبال ، فأبدع !! صنع حبالا سريعة الذوبان كأنها قد فتلت من أوراق الجرائد ، ما إن تبللها الماء حتى تتفتت كأنك قد غمستها في حامض ، كان أبي رحمة الله عليه لا يوكل إليه أي عمل ، يأكل وجبته وينصرف ولكن في مرة من المرات وقعنا في شر أعمالنا .. أحكي لكم القصة .. كان الوالد في عيد الضحية يذبح ضحيتنا بيده الكريمة ويذهب ونكمل نحن الباقي مستعينين بجيراننا من عرب اليزيد ، أمحمد ود عبيد ، وأخوه عكاشة ، آدم عرجاوي ، علي موسى كمتور .. ولسبب ما لم نعثر على أحد منهم فاستعنا بسرور معتقدين أن كل العربان يجيدون الذبح والسلخ ،، فكان ما كان .. الجلد كأنه شبكة .. اللحم مال لونه إلى الأخضر الزرعي لتلوثه بمخلفات كرشة الخروف حتى فكرنا أن نوديه البحر ونتفه في الحجرة ونشره على على الكردة . إنفجر معتصم من الغيظ وقال لسرور غاضبا : ( انت عربي مغفل ... غلطانين نحن الجبناك ) وكان ردة فعل سرور ضحكة عالية ( ها ها ها قلت شنو يا ود شيخنا , عربي مغفل ها ها ها ) .. .

سرور في المجالس تجده يستمع باهتمام ،،فهو يهوي حفظ الكلام الفصيح وله محفوظاته الخاصة ..جاء واعظ إلى ندي ونزل عند الخليفة عيسى ود يحيى رحمة الله عليه وأقام ليلته في القوز أمام دكان عيسى وتحت ضوء الرتينة اتخذ سرور مكانه بقرب الواعظ مباشرة وهو يستمع باهتمام كبير ومن ضمن استشهادات الواعظ أن استشهد بآية آخرها ( وهم يعلمون ) فهم سرور الجزء الأخير من هذه الآية من الناحية اللغوية على الأقل .. فرفع صوته وقال بانبساط : ( ما شاء الله هم براهم يعلمون ) التفت إليه الواعظ وقال : ( بالله شوف ده قاعد جنبي ويفسر القرآن على كيفو يا عيسى سوقوا الزول ده من جنبي ) طلب من سرور ترك مكانه ففعل دون أي امتعاض . في صباح اليوم التالي لهذه الليلة قابلت سرور وسألته لكي أجد منه تعليقا عن حادثة الأمس ( يا سرور البارح العالم كان كيف ) رد سرور بإمتعاض لم أره عليه من قبل ( سيبك منو ده ود ......) لا تعتقد أن الكلمة التي حجبتها هنا كلمة بذيئة فسرور لم يكن رجلا بذيئا – على الأقل أمامنا نحن أولاد مشايخته - ولكنه كان يملك قاموسا غامضا به كلمات وعبارات لم أسمعها من غيره ومن أراد منكم الكلمة فليطلبها في رسالة خاصة . اعتقدت أن غضب سرور على العالم ووصفه له بود ... بسبب طرده له مكانه ولكن بصعوبة فهمت أن غضب سرور كان لسبب آخر فهمته من الجملة ( العالم ود ... يقول لك خير الطعام اللحم وخير اللحم ما جاور العظم والخليفة عيسى محضر له عشاء قراصة بي لبن دي ما شحدة يا ود شيخنا .)

سرور له محفوظاته الخاصة من الحكم والأقوال المأثورة فلتت كلها من هذه الذاكرة المخرومة أذكر منها الآتي :

أول الكعوبية ... مشي الأقروبية

ثاني الكعوبية ... الاسم كبير والليد خلية

وتستمر حتى تصل إلى عاشر الكعوبية .

رحمك الله رحمة واسعة يا سرور .

بعد قرايتي لموضوع سرور شميت ريحة القامشة قلت للجمبي قوم روح أتخيلتو سرور
في مرة من المرات كان في دافنة في الفكي محمد وجدي المامون الله يرحمو كان مشرفا على حفر القبر فنبهه أحد المتواجدين و قاليهو القبر دا من هنا ملولو أعدلوه فما كان من سرور إلا أن قال لجدي المامون يا شيخنا هي المرحومة ذاتها في حياتها كانت ملولوة القبر عادلنو مالو

داير قصة الرسالة زعلانة من زهراء بت وقيع الله

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

نقلت حلقة بنت خيزران على شبكة بربر وإليكم بعض مداخلات الأعضاء

ze=16]

الشيخ مصطفى انه الابداع والابتكار ونتمنى أن تتفرع من هذه
الشبكة العظيمة فروع يكون منبعها من هذه الشبكة العظيمة
وأرجو أن يحزو حزوك ولكن بشرط أن لا تهجر العزيزة فهي
المرتع والمآآآآآب والصدر الحنون الدافئ فلك الشكر على
هذا السرد الجميل والكلام الرائع ونتمنى لكم دوام التواصل
مع عائلتكم الصغيرة وبالتأكيد لا نرضى نسيان الام الكبيرة[/size]

والدي الشيخ مصطفى إنه لشرف كبير أن تكون أنت بيننا
لتعطر سماوات المنتدى بأريج كلماتك الجميلة في المعنى والمحتوى
الجلوس مع الحبوبات ومتابعة حكاويهم وقصصهم وافعالهم أمر يشرح الصدر
ويزيد كتير من العلم بأشياء ما كنت لتعرفها لولا الإحتكاك بالحبوبة
لهذا تفلح دائما تربية الحبوبات في البنات
والله يخلي لي حبوبتي (بت الحاج)
مع احترامي وتقديري

أخي وحبيبي الشيخ ود مصطفى

لك التحية
وأنت تنقلنا هذه النقلة النوعية
والتي قل ما حكى عنها جيل هذا الزمن
الحبوبة ... متع الله بالصحة كل حبوباتنا ...
وأولهم (سيده ... وبنت الحاج)

مزيداً من التألق في سرد حكم وحكايات ودبلوماسية أفكارهم في التربيه وحل المشاكل

وتحياتي إليك

أيها الرائع بروعة ماخطت يداك
لقد أثرت فينا شجونا كنا نكتمها

ماهذا الموال الجميل الذي جئتنا به ؟؟؟؟؟؟؟ حقيقه لقد ادهشتني بتلك الحكاوي الجميلة والممتعة والتي لا املها ( وزمن الحبوبات ) لهن الرحمة جميعا

وطبعا انا تربية حبوبات حاارجع واحكي ليك الكثير والكثير جدا
وشغوفه جدا بيهن ولحدي اللحظة دي اذا لقيت مرة كبيرة تلقاني اتلصقت فيها علي طول وافضل اسمع وادردش معاها

متعك الله بالصحة والعافيه ولكن لم افهم ماجئت به في كلمة مسمار وماذا تقصد بها هنا (كانت معجبة جدا بجدي جمال الدين فقد رأته في مسمار عندما ذهبت لزواج محجوب المعتصم ، كانت لا تمل الحكي عن زيارة مسمار وحضور تلك المناسبة .

الشيخ مصطفي ...

جميل أن نجد شخص يعرج بنا الي الزمن الجميل .. فهو ابداع ثر ونحن نجد انفسنا تلاميذ في حضرتك ..

تحياتي

مشرف عدد الرسائل : 243 تاريخ التسجيل : 10/12/2007

[size=24]موعودن بسلسله حلاقات وحكاوي مني تحت العنواين الاتيه

1// العقرب في عرس ودالمامون كيف لذعتني وشعيريه مريم جمال الدين
2// الغلات عند الدرشاب**عايز اذن من الدرشاب الاعضاء في هذا المنتدي**
3// القوات المسلحه وقصتي مع ناصر*** عايز اذن من ناصر**
4// خطوبه عصام مختارالسرير لاماني الحسين عبدالله
ابدا لكم بالموضوع //4//
الموضوع خطوبه عصام مختار لاماني الحسين
عمري كان خمسه سنوات
لكن فصاحه شديده ودلع شديد
الولد فوق البنات لازم دلع شديد
عصام فكر انو عايز اماني بنت خاله الحسين
واتي من ام سرح ليعرف رايها
ولكنه بسريه تامه
اذا وافقت يرجع يكلم اهلو ثم الخطوات المعتاده للزواج
اواذا رفصت يكون الامر انتهي بينه وبينها
لاحظ عصام جاء من اهله في زياره لاسره خاله الحسين
ولااحد يعلم ذلك
الامر عادي عصام في زياره لاهله بالكربه
قوم يا عصام اتكلم مع اماني بعد شراب الصباح وقال لها لحدي باكر الرد
عشان انا راجع ام سرح وعيز احدد موقفك
اماني اخواتها متزوجات واحده في كوستي والثانيه في الخرطوم
اه ماذا تفعل اماني
اماني متحيره تعمل شنو
اقرب زول لها امها المقام
والمقام اقرب الناس لها فاطمه فتح الرحمن وبنتها احلام خاصه احلام من نفس سن اماني
المهم بعد ساعتين من كلام عصام جونا في البيت ليتشاورو مع امي
اتذكر كنت راقد
سمعت طرف الكلام عملت فيها نايم
امي كانت تعاين لي عايزه تتاكد اني نايم الولد الشقي ده بيفضحنا
المهم اقتنعو اني تايم
وطرحو الامر
وخرجو من حديثهم اعطاء الموافقه لعصام
انا عامل نايم وبقلبي قلت عندنا سيره الي ام سرح
طلعت برا الشارع وناس المقام لسع جوا مع امي
نزلت تحت البحر وجيت جاري العب في الكبري
لاقاني عصام فقال لي عرفتني قلت ايوه عصام العيز اماني
فتصبب العرق من عصام وانصرف
وانا جاري وراه وهو يقول ارجع يا ود ياقليل الادب
لكني لم اتركه صحت فيه ماصاح عليز اماني وحسي هن مع امي ف ي بيتنا
فضخك عصام وشالني في كتفه
*** بيني وبينكم ارحته من التفكير في الامر واتيت له بالخبراليقين//

انتهت القصه

مع شكري*** الشلاقه كعبه والتقله سمحه***[/size]

موضوع: رد: من الذاكرة الخميس يناير 17, 2008 6:32 pm

متين يجي دورك؟؟؟

موضوع: رد: من الذاكرة الخميس يناير 17, 2008 9:53 pm

حقيقة أمتعنا الأخ مصطفى بذاكرته الحديدية ونحن عشنا نفس البيئة يحصل شيء اسمية امتداد التفكير بعد قراءة كل موضوع لمصطفى عندما يتحدث عن سرووور وبعد نهاية الموضوع يمتد سرور في مركب ماسك مقداف والعرق قوى ( التيار) والمقداف الآخر عليه زول ضيف ود بندر الناس كلهم شيل ياسرور اى جدف أحسن سرور عاين للجنبه وقالهم سرور شايل لكن الله يدي قبول.

سرور في الجزيرة نص النهار يرورى والروراى الكواريك بشيء غير مفهوم ممكن يكون غناء مديح.لاقاه عمى المأمون .سرور بترورى مالك نص النهارخشمك بتعوج
المهم شيء يفهمه سرور ويبطل.
سرورانشاء الله يتعوج يجئ عند قفاي خلنى يا المأمون.
هذا سرور يقول كلامه حتى لو كان لعمى المأمون
لهم واسع الرحمة
التحية لابن العم العزيز الكاظم على البال وانا اكتب في الموضوع دى ممكن واحدة من القصتين منك

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

الفكي مكي كتب:: [size=18]موعودن بسلسله حلاقات وحكاوي مني تحت العنواين الاتيه

1// العقرب في عرس ودالمامون كيف لذعتني وشعيريه مريم جمال الدين
2// الغلات عند الدرشاب**عايز اذن من الدرشاب الاعضاء في هذا المنتدي**
3// القوات المسلحه وقصتي مع ناصر*** عايز اذن من ناصر**
4// خطوبه عصام مختارالسرير لاماني الحسين عبدالله
مع شكري*** الشلاقه كعبه والتقله سمحه***[/size]

شكرا يا فكي على هذه الطلة الطربفة
نرجو من الذين طلب منهم الفكي الإذن أن يتكرموا بالإذن لانو ما عندنا صبر
أنت اتاريك من زمان اعلامك قوي

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

المنصور محمد الشيخ كتب:: حقيقة أمتعنا الأخ مصطفى بذاكرته الحديدية ونحن عشنا نفس البيئة يحصل شيء اسمية امتداد التفكير بعد قراءة كل موضوع لمصطفى عندما يتحدث عن سرووور وبعد نهاية الموضوع يمتد سرور في مركب ماسك مقداف والعرق قوى ( التيار) والمقداف الآخر عليه زول ضيف ود بندر الناس كلهم شيل ياسرور اى جدف أحسن سرور عاين للجنبه وقالهم سرور شايل لكن الله يدي قبول.

سرور في الجزيرة نص النهار يرورى والروراى الكواريك بشيء غير مفهوم ممكن يكون غناء مديح.لاقاه عمى المأمون .سرور بترورى مالك نص النهارخشمك بتعوج
المهم شيء يفهمه سرور ويبطل.
سرورانشاء الله يتعوج يجئ عند قفاي خلنى يا المأمون.
هذا سرور يقول كلامه حتى لو كان لعمى المأمون
لهم واسع الرحمة
التحية لابن العم العزيز الكاظم على البال وانا اكتب في الموضوع دى ممكن واحدة من القصتين منك

قصص سروور عليه رحمة الله لا تنتهي .. أذكر إنه كان يتناول معنا الغذاء وكان اليوم يوم سوق يعني الطبيخ فيه لحمة ولكن لحمة سوق يعني كل زول نصيبه قطعة لحمة وبيضعوا قطعة زائدة لزوم الظرافة .. كل زول أخذ نصيبه وبقيت قطعة زائدة كل زول يدفرها من قدامه ويغمس في الطبيخ .. التفت إلى سروور قائلا يا ود شيخنا الحتيتة دي يا شيلها اكلها ولا أديها لي زول يأكلها .. أخذت اللحمة ووضعتها أمامه في الصينية وقلت له اللحمة من نصيبك يا سرور .. أخذها مسرورا وهو يقول لي يا ود شيخنا اماني ماك عزال والله خبرت الزول البيستاهلها

في أحد صلوات الجمعة كان سروور يجلس قربي وهو يغط في نومه مع الشخير وذلك أثناء قراءة الخطبة ، عند إقامة الصلاة لكزته فاستيقظ واصطف معنا في الصلاة ،، وبعد يومين وقد كنت تلميذا صغيرا شاطرا أحفظ مبطلات الوضوء عن ظهر قلب . قابلته وقلت له يا سرور انت كنت اليوم داك نائم وقمت صليت طوالي وصلاتك خطأ لأن النوم الثقيل بيبطل الوضوء .. فأجاب : الجمعة الفاتت دييك الليها يومين ثلاثة .. يا ود شيخنا ما تتعود اللفيت لي وراء الفاتك فوته . رحمة الله عليك يا سرور

مشرف عدد الرسائل : 216 تاريخ التسجيل : 14/11/2007

في يوم وفي غفلة من التاريخ تسنمت خلافة جدي الولي الكامل الحاج سعد المذكور في كتاب طبقات ود ضيف الله تحت حرف السين .. يعلم الله إنني لم اسع لهذه الخلافة ولم أجرد سيفا واحدا في سبيلها ، بل أتتني طائعة مختارة وكأن الشاعر أبا العتاهية يعنيني عندما أنشد أمام جدي الخليفة المهدي قصيدته التي يقول فيها :

أتته الخلافة منقادة *** إليه تجرر أذيالها

فلم تك تصلح إلا له *** ولم يك يصلح إلا لها

ولو رامها أحد غيره *** لزلزلت الأرض زلزالها

أنا لا أود أن أغيظ أهلي العبابسة داخل وخارج المنتدى ولا أود أن أثير حسدهم وضغينتهم في أن الله قد هيأ لي هذه الفرصة التي جعلت جميع مؤسسات الخلافة من خلوة وجامع ومقابر وحلة جعلتها تحت قبضتي وهذا ما لم يتح لأحد من جيلي والأجيال السابقة واللاحقة أن يستيقظ من نومه ويجد نفسه يجلس في سجادة جده .

يومي ذاك لم يصادف جمعة لأصعد المنبر واختم خطبتي بــ ({إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (90) سورة النحل ولم يصادف عيدا لأخرج للناس في كامل زينتي مهللا مكبرا من الخلوة القرآنية وأصلي بهم في مصلى العيد وأقرأ لهم من سورة ق ({لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } (22) سورة ق . في هذا اليوم لم يشكِ لي حيراني ورعيتي القحط لأخرج بهم في العدوة فوق الخلوات وأصلي بهم صلاة الاستسقاء وما إن نرجع للبيوت حتى يصب المطر مدرارا فأقول له (اللهم حوالينا لا علينا ) كما لم يكن اليوم أربعاء لتجيئني ستورة وتقول لي اليوم أربعاء فرعون بندور تسوي لنا المحاية ، فانتهرها وأقول لها بطلي الكلام الفارغ ده .في عهدي جردت المدارس الخلوة من قوتها البشرية ، فلم أجد حيرانا يقولون لي يا شيخنا وأقول لهم شخشخ بولكم كما لم يأتي مرقوبا مستجيرا بجاهي وآويه إلى خلوتي حتى لا يصل إليه أهل الثار ، كما لم يصادف أن جاء إلى حلتنا أحدا ليوفي بنذره ويصطحب معه أم أربعة كرعين . في عهدي او في يومي ذاك إذا أردنا الدقة أصيب الأطفال بحالة صحية غير مألوفة ، فلم تأتي أم تصطحب طفلها الذي يشكو الشقيقة ووجع الرأس لأعمل له بخرات وآخذ البياض كما أن الناس نكاية بي احتفظوا بعقولهم سليمة فلم يأتوني بمجنون لأطببه وأكبر المؤامرات أتتني من قبل النساء ، فقد حافظن على حُلِيَّهن ولم تفقد أحداهن خاتما لتجيئني لأمسكه لها. في عهدي أو في يومي ذاك أصيب الرجل بحالة من المسكنة والاستكانة فلم يضرب أحدا زوجته لتجيئني شاكية باكية لأطيب خاطرها وآمر زوجها ليكتب لها نصف عبور رضوى . في عهدي الميمون أصيبت الأسر بنوع من الوئام والتراحم والتوازن النفسي ،فلم يمل او يبغض أحدهم زوجته فأطلقها منه ولم يحن أحد إلى طليقته فأعيدها له . كما شهد عهدي إحجاما عن الزواج فلم أعقد في يومي ذاك أي زيجة .

امتدت المؤامرة علي من العربان في العتامير البعيدة ، فلم يتشاجر عرب اليزيد والإرياب في وادي عمور وحالوا بيني وبين أن أكون مصلحا ،، في عهد أسلافي كانت المشاجرات لا تتوقف حول الرعي والزراعة في هذا الوادي وكان أسلافي يخرجون يحف بهم الأتباع والأعيان وما إن يراهم العربان حتى يضعون السلاح ويأتون إليهم حبوا ويقبلون أيديهم ويرضخون لأحكامهم ،أما انأ فقد حرمت من هذا الشرف كأنني لست من نسل الحاج سعد . قنعت من عربان وادي عمور وتشممت أخبار وادي الحمار عسى ولعل أن تكون هناك مشكلة تتطلب تدخلي ، ولكن جاءت الأخبار فزادتني إحباطا فقد علمت أن العلاقة بين العمراب والهامق سمنا على عسل ، وقد شوهد علي حميدة وهو يتجاذب أطراف الحديث مع حمد الشيخ والسيد علي كرار وذلك في فراش عزاء عمنا فتح الرحمن .

كان ذلك في عام 1976 او 1977م سنة وفاة عمنا فتح الرحمن ( له الرحمة ) . أدينا واجب العزاء أنا وعمي الشريفي الحسين رحمة الله عليه وعدنا إلى الخلوات على أمل الرجوع لحضور رفع الفراش بينما بقي أبوي وشيخنا شرف الدين - عليهما رحمة الله – ملازمين في مجلس العزاء حتى يوم الصدقة ورفع الفراش . قرر عمي الشريف أن يسافر بقطر المشترك قبل يوم من رفع الفراش وقررت أنا ان أسافر بقطر بضاعة على أن أصل في نفس يوم رفع الفراش . ليلة سفر عمي الشريف توفي توم من تيمان حبيب حكمدار الدريسة وعمره أقل من أسبوع . تأخرت قليلا في الذهاب للمقابر وعندما رأيت عمي الشريفي قد أغلق دكانه وتوجه نحو المقابر هو المنوط به الصلاة على الجنازة تأكدت إنني سوف الحق بالدافنة لأن خطواتي في المشي أسرع من خطوات عمي الشريفي ، وعند وصولي لنهاية الخلوات قصاد بيت ناس بنت العقيد ، رأيت الجموع منصرفة من المقابر فأيقنت أن الدفن قد تم وأننا كلانا انا وعمي الشريف لم نلحق بالدافنة . انتظرت الجموع حتى تصل إلي وقد هالني إنهم يحملون طفل صغيرا وقالوا لي أن الطفل قد بكى في نعشه بعد وصوله المقابر معلنا أنه ما زال حيا يرزق ، انفجرت في وجه محدثي وهو صديقي علي محمد الأمين أحد أنفار الدريسة ولكنني سرعان ما كظمت غيظي لأني رأيت الحرج والأسى باديا على الجميع .

ارجع المولود لأمه وسافر عمي الشريفي ليلا إلى الكربة ، ولم أشعر بأنني أصبحت رجل الخلوات الأول إلا صباح اليوم التالي وقبيل شروق الشمس بقليل أيقظني صديقي على ، للوهلة الأولى اعتقدت أن علي قد جاء يريد شايا او سكرا من الدكان بعض الناس لا يكتشفون أن سكرهم او شايهم قد نفد إن بعد أن يوقدوا نيرانهم .

- علي !!! خير

- ود حبيب

- ماله

- سلف والقبر جاهز والناس منتظرنك للصلاة

- تاني !!! أنتو متأكدين

رد علي والازدراء الذي يكنه العوام للأفندية باينا على وجهه

- يا شيخنا أنت قايلنا نحن ما نعرف الموت ؟؟؟

- طيب لو بتعرفوا الموت السويتوهو البارح شنو

- طيب ارحكا وتأكد بنفسك

- أتأكد أنا ؟؟ ليــه ؟؟ أنا دكتور ؟؟ أنا علي الصلاة ودي مسؤوليتكم أنتم

تثاقلت في خطواتي نحو المقابر آملا أن يصرخ الطفل قبل وصولي إذا أراد الحياة ، اقتربت من المقابر ، ما إن رآني الناس حتى اصطفوا للصلاة ، ألقيت عليهم التحية وتوجهت لمكان الإمام ،، انهيت صلاتي ولم يصرخ الطفل ،، أخذوا النعش الملفوف بجريد النخل نحو المقبرة .. بقيت في مكاني ،، لم أقف على حافة القبر كما يفعل الخلفاء ،، لم أشاهد مراسم الدفن يأتيني صوتي وأنا أحاور صديقي علي امام ديواننا (أتأكد أنا ؟؟ ليــه ؟؟ أنا دكتور ؟؟ أنا علي الصلاة ودي مسؤوليتكم أنتم )

هذا هو إنجازي الوحيد في عصر خلافتي أن أصلي على طفل عمره أقل من أسبوع ومشكوك في موته .

بعد الظهر ركبت قطار البضاعة نظرت للخلوات من عربة الفرملة ورأيتها تغرق في فراغ دستوري

موضوع: رد: من الذاكرة الجمعة يناير 18, 2008 8:51 pm

عليك ان تختار ايهما اكثر غلاطا ثم الاذن لان المشكلة فى غلاط فى من الغالاط

موضوع: رد: من الذاكرة الجمعة يناير 18, 2008 10:58 pm

والله ياخال تستاهل الخلافة وانت اهل لها لاكن ما كان يمدوها ليك شوية عشان تتحفنا بواحدة من روايعك

» من أوراق أبي